هذا عطاء لا يرد مسائلا

صـاحبـتـهُ زمـنـاً فأكــرم صحبتي

        وأظلَّني بالجــودِ والإحـســانِ

قـد كـان نـهراً جــارياً مهـما سقى

        لا يشتكي يومـاً من النُّقصـانِ

وهــجـرتـهُ لـمَّـا شـُـغِـلـتُ بـغيــرهِ

       ونـسـيـتـُـهُ زمــناً فـلم ينساني

فـضللتُ دربي واشـتريتُ مــرارةً

       بسعـادةٍ كانـت هــنا تغـشـاني

واليومَ عدتُ وقلتُ عـذراً صاحبي

      قد ساقني شوقي وغدرُ زماني

صــافـحتـهُ وشـعــرتُ أنّي عـــائدٌ

     من غربةٍ وبكـيتُ في اطمئنانِ

وسـألتــهُ هل سـوف تقبلُ جـاحـداً

    نكـث العـهـود وبــاء بالهُجْرانِ

وأتـى إلـيـك يـجــرُّ أذيــالَ النَّـــدم

    متـســائلاً هل فــاز بـالغـفـرانِ

فـأجــابـني أهــلاً إلـيـك عـطــاؤنا

   فـادخـل علينا دونـما اسـتـئـذانِ

هـــذا عـطــاءٌ لا يَــرُدُّ مُـســائـلاً

  خـلـعَ الجَـفاءَ وعـــادَ لـلـقُــرآنِ

كل اليمامات

ودِّعْ أكــاذيــبَ السـَّرابِ إذا بـــــدتْ      في ناظريـْك مـــواردا أنـهـارا
واسلكْ سبيلكَ في الحياة ولا تهـِــــن       مهـْما ظمِئـتَ فلا تكُـنْ خَـوَّارا
أفـكـلمـــــا لاحــت لعــــــينـِك نبـتـةٌ       فتشُـمُّـها وتظـنّـهـا أزهـــارا
أو كُلـَّـما نـظـــرتْ إلـــيكَ يمـــــامةٌ       فتظـنُّـها ترْجـوا إلـيـك جوارا
ماذا أقـــــولُ لِمَن كَمِثــلـك يـرتـوي       بالحُلمِ بعد الحُـلـمِ إذ يـتـوارَى
أو ما ســئِمْتَ الوَهْـمَ بعــد ضـياعِـهِ       لتعودَ تركُضُ خلفَهُ مُـخْــتـارا
كــلُّ اليـمامــاتِ الجمــيلةِ قـــد بنَـتْ      أعشاشــهـا لِـتزيِّن الأشــجـارا
ومَـضت إلى شـركـائها مُخــــــتارةً       وبقِيتَ وحدك تُنشِــد الأشعـارا
فانظـرْ لعُــمرِكَ كيف ضاع صفاؤهُ        ترجوا الخيالَ وترْقبُ الأقمارا
وانظـر لجِسمِك كيف يشـكــو عِـلّـةً       قد حيـَّرتْ عَقْلَ الطبيبِ مِرارا
قَـرُب النهارُ على الطلوعِ فلا تـُطِل       حُلمَ المنـامِ فتـزهقَ الأعْـمــارا
واسلك سبيلكَ فى الحـيــاةِ ولا تهِنْ        مهما ظَمِـئتَ فلا تكـــن خَـوَّارا
فالله أرحـمُ بالعـــــبـادِ وقـد قــضَى        رزقَ العــبـادِ وسَطـَّر الأقـدارا

قصيدة لا تليني بأمسية شعرية ITI